يؤدي الممرضون وتقنيو الصحة دورًا جوهريًا في استمرارية المنظومة الصحية، إذ يتحملون مسؤوليات جسيمة لضمان الرعاية المناسبة للمرضى، لا سيما خلال فترات الحراسة والإلزامية. ومع ذلك، فإن التعويضات التي يحصلون عليها تظل متواضعة ولا تعكس حجم التضحيات التي يقدمونها، سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي.
مفهوم الحراسة والإلزامية
- الحراسة: تفرض على الممرضين وتقنيي الصحة للتعامل مع الحالات الاستعجالية خارج أوقات العمل الرسمية، بما يشمل المناوبات الليلية وعطلات نهاية الأسبوع.
- الإلزامية: تُلزم هذه الفئة بالحضور إلى العمل عند الضرورة، حتى خلال أيام الراحة والعطل الرسمية، دون إمكانية الرفض.
تأثير الحراسة والإلزامية على صحة الممرضين وتقنيي الصحة
1. الإجهاد الجسدي والنفسي: يؤدي العمل لساعات طويلة مع قلة فترات الراحة إلى الإرهاق المزمن واضطرابات النوم.
2. الأمراض المهنية: يزيد التعرض المستمر للضغط والتوتر من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلق والاكتئاب.
3. التأثير الاجتماعي: تتسبب الحراسة والإلزامية في تقليص فترات الراحة وقضاء الوقت مع العائلة، مما يؤثر سلبًا على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
مفارقة التعويضات الهزيلة مقارنة بالتضحيات
رغم التحديات والمخاطر التي تواجه هذه الفئة، فإن التعويضات المخصصة للحراسة والإلزامية لا ترقى إلى مستوى العدالة والإنصاف، خاصة عند مقارنتها بتعويضات فئات أخرى داخل القطاع الصحي. هذه الفجوة في الأجور تُضعف معنويات الممرضين وتقنيي الصحة وتُشعرهم بعدم التقدير.
المطالبة بتحسين الوضعية
- مراجعة التعويضات بما يتناسب مع حجم المسؤوليات والمخاطر.
- تحسين ظروف العمل من خلال تنظيم فترات الحراسة وتخفيف الضغط الوظيفي.
- تعزيز الصحة المهنية عبر توفير الدعم النفسي والمرافقة للعاملين في القطاع الصحي.
خاتمة
تحسين تعويضات الممرضين وتقنيي الصحة ليس مجرد مطلب فئوي، بل هو استثمار في جودة الخدمات الصحية وضمان لاستمرار كفاءة المنظومة العلاجية. فهل حان الوقت لإنصاف هذه الفئة وضمان حقوقها المشروعة؟